أكد حارس القرن الآسيوي الهلالي السابق محمد الدعيع أن التحركات الهلالية الأخيرة بالتعاقد مع أسامة هوساوي وعبدالمجيد الرويلي وعبدالملك الخيبري وماجد النجراني قد لا تكون مفيدة للهلال بالشكل الذي ينتظره الهلاليون خاصة أن الإدارة أبرمت هذه التعاقدات دون الرجوع إلى المدرب، مشدداً في حواره المطول مع “الرياضية” على أن الهلال عانى في الموسم الماضي إدارياً بالقدر الذي عانى فيه فنياً، مشدداً على أن إدارة الكرة يجب أن يكون لها دور أكبر في التعامل مع المشاكل التي تحصل بين اللاعب والمدرب، وفيما يلي التفاصيل:
ـ كيف ترى التحركات الهلالية الأخيرة والعقود التي وقعها؟
كانت التحركات الهلالية الأخيرة مثالية، خاصة أن الإدارة تعاقدت مع لاعبيها دون ضجة كبيرة أو الدخول في مزايدات مع الأندية الأخرى، فمن المهم أن يقوي الهلال صفوفه، وهي صفقات لا يختلف عليها اثنان، فشاهدنا الرويلي مع التعاون في الموسم الماضي كان مميز جدا، وماجد النجراني كان لاعب مهم في القادسية
ـ هل تعتقد أن هؤلاء اللاعبين سيفيدون الهلال فعلاً؟
بلا شك أن اللاعبين الذين تعاقد معهم الهلال لاعبون برزوا في الموسم الماضي بشكل لافت، كان الرويلي نجم الموسم، ولكن السؤال هل المدرب الهلالي الجديد شاهد الرويلي وشاهد النجراني وكذلك الخيبري وطلب التعاقد معهم أم أن الإدارة تعاقد معهم دون العودة للمدرب، هذا هو السؤال المهم، فمن غير المعقول أن تتعاقد معهم الإدارة دون موافقة المدرب فقد تكون خطته لا تحتاج إلى هؤلاء اللاعبين جميعاً، ولا تعتمد على المحاور، فالمدرب هو الذي سيحدد حاجات الفريق من اللاعبين وهو من يحدد عناصر القوة التي يريد تدعيمها، سؤالي هل شاهدهم المدرب، هل أرسلوا له مقاطع فيديو للاعبين الذين تم التعاقد معهم؟ من الخطأ تبييت النية بعدم الاهتمام برأي المدرب، أو الاعتماد على تقارير كتبها المدرب السابق دونيس الذي تم طرده لعدم القناعة به، هذه ليست مشكلة الهلال فقط بل مشكلة الكرة السعودية ككل.
ـ نفس ما حصل مع يونس العليوي الذي تعاقد معه الهلال ولم يحتج له المدرب؟
نعم، هذا ما أقصده، فبعض الإدارات تجتهد، ولكن بشكل عام الذين تعاقد معهم الهلال هم الأفضل.
ـ هل يحتاج الهلال للاعبين آخرين للتعاقد معهم؟
الفريق يحتاج إلى حارس مرمى ولم يتم التعاقد معه حتى الآن أيضاً يحتاج إلى صانع لعب وهذا غير موجود، لا نعلم عن اللاعبين غير السعوديين الذين سيتعاقد الهلال معهم الموسم المقبل بدلاً من كواك وألميدا، فأهداف الهلال واضحة الموسم المقبل، وهي الفوز بالآسيوية والدوري، ولهذا لابد أن يكون تركيز المدرب عليها.
ـ قد يكون الهدف أيضاً رسالة للاعبين الذين لم يقدموا موسماً جيداً بأن الفريق لن يتوقف عليهم؟
نحن في عصر الاحتراف، اللاعب الذي لا يقدم مستوى جيداً فالفريق ليس بحاجة إليه، صحيح أننا لم نصل بعد لمرحلة الاحتراف الكاملة، ولكن نطبق الكثير من بنود الاحتراف، وفيها أن اللاعب الذي لا يقدم مستوى جيداً لابد أن يحاسب على ذلك، لابد أن تكون في كل فريق إحصاءات كاملة عن كل لاعب لكي تستفيد منها، فهناك لاعبون في الهلال شاركوا مباريات قليلة جداً ولم يستفد منهم الفريق، يمكن أن يُعطوا فرصة في أندية أخرى لإثبات أنفسهم.
ـ الإدارة سرحت ستة لاعبين؟
كلهم تمت إعارتهم في الموسم الماضي، وبعضهم تمت إعارتهم لهذا الموسم، ولكن هناك لاعبون في الهلال لهم أربع سنوات لم يشاركوا مع الفريق فلماذا أُبقي عليهم؟ هذه أمور إدارية لابد أن يعدها الجهاز الإداري ويشرح ذلك للمدرب الجديد، ويوضح له وضع كل لاعب.
ـ هل تعتقد أن علة الهلال إدارية؟
ليس الهلال فقط ولكن كل الكرة السعودية تعاني إدارياً، إن لم تحقق بطولة أو خسرت ثلاث مباريات فالمدرب هو الضحية الأولى، وهذا شاهدناه بكثرة في الموسم الماضي، فأكثر من ١٢ مدرباً تمت إقالتهم، أغلبهم في الدور الأول، النصر على سبيل المثال دربه أربعة مدربين، وكثيرون دربوا القادسية والرائد والوحدة، حتى الأهلي حقق بطولتي الدوري والكأس ومع ذلك تم تسريح المدرب، العلة كلها في الفكر الإداري، فإدارات الكرة غير محترفة وهي تجتهد فقط، فهل من المعقول أن كل هؤلاء المدربين على خطأ والإدارة هي التي على صواب، مثلاً مدرب الهلال دونيس، لم أكن مع من يؤيد إقالته، صحيح أن له أخطاء وانتقدناه عليها ولكنه حقق ثلاث بطولات، ويمكن مناقشته في أخطائه لكي يصححها، ولكن الهلاليين ينظرون فقط لبطولة الدوري والآسيوية، إذا لم يحققهما فهو لم ينجح.
ـ الهلال دائماً يضع نصب عينيه الفوز بالآسيوية، هي مقياس النجاح لأي مدرب؟
هذا صعب جداً، الأهلي فرط في الآسيوية من أجل الدوري الغائب عنه لعقود، أما الهلال فيضع كل ثقله في الآسيوية، ولكنه لم يعمل بشكل جيد لتحقيقها، فأبعد دونيس قبل مباراة مهمة في إياب الدور ثمن النهائي مع لوكوموتيف الأوزبكي، ولو أنه أبقى عليه لكان من الممكن أن يعدل أوضاعه، ولهذا خسر الآسيوية.
ـ خسر لأن المدرب البديل اعتمد على التشكيلة ذاتها؟
لم يكن هناك وقت للتغيير، لا يمكن أن يشرك لاعبين لم يشاركوا أبداً في مباراة مهمة، تغيير المدرب قبل المباراة بعشرة أيام كان خطأً كبيراً.
ـ الهلال عانى كثيراً في الموسم الماضي من كثرة الإصابات، هل هي مشكلة المدرب أيضاً أم الجهاز الطبي؟
لماذا كثرة الإصابات؟ تعتمد أولاً على مدرب اللياقية هل هو جيد؟ وأيضاً هل الجهاز الطبي جيد؟ وهل هناك استعجال في العودة، ولو حدث هذا فخطأ من؟ مثلاً ألميدا لم يكن جاهزاً في مباراة الأهلي لهذا لعب شوطاً واحداً وخرج، فحتى البديل لم يكن جاهزاً١٠٠٪.
ـ حسب عاملين في الجهاز الطبي أن الجهد البدني كان عالياً، وهذا أثر على عضلات اللاعبين؟
هذه نقطة مهمة، فمدرب اللياقة والطبيب لابد أن يكونا مختصين تماماً، فمدرب اللياقة يجب أن يعرف قدرة كل لاعب على التحمل، وأن يعمل على الثلاثين لاعباً، لأن الموسم طويل وبطولاته كثيرة، أذكر مادينا الذي كان يعمل مع كاندينو كان يعرف الفريق متى سيحدث له هبوط، وهو يضع رسوماً بيانية للفريق تبدأ من ٤٥٪ وترتفع حتى نهاية الدور الأول ثم تعود وتهبط في بداية الدور الثاني ثم ترتفع.
ولكن مشكلة الهلال هي الآسيوية، لابد أن يبدأ موسمه قوياً من أجل الدور ربع النهائي.
وأيضاً السوبر، أكثر ما ضر الهلال السوبر الذي استعد له بقوة، وكذلك الآسيوية، لهذا بدأ موسمه قوياً لا يستطيع أن يكون أضعف، كل هذا ودونيس قام بعملية تدوير كبيرة، ولكن الاستعجال في مشاركة بعض اللاعبين تسبب في عودة الإصابات لهم وبقوة، وبعضهم كان يعاني من إصابات قوية مثل ألميدا.
ـ ما هو دور مدير الكرة فهد المفرج؟
دائماً قد يكون هناك خلاف بين اللاعب والمدرب حاضر بعد المباريات، فاللاعب يكون متوتراً من الخسارة وقد لا يمسك أعصابه، ويجب ألا يكون ذلك نهاية علاقة اللاعب بالفريق. واذكر عندما كنت لاعباً في الهلال حدثت مشاكل بين مدربين سابقين ولاعبين بسبب التأخر، في إحدى المرات تأخر خالد عزيز لربع ساعة قبل مباراة حسم الدوري مع الاتحاد في جدة، فقرر كوزمين إبعاده عن المباراة، ولكن منصور الأحمد جلس معه وأقنعه، وأصر على مشاركته، خاصة أننا كنا نعاني من ظروف صعبة، وشرح له ذلك وهي مباراة آخر الموسم، لعب خالد وفزنا ويجب أن يكون لدى الفريق لائحة كاملة بالعقوبات، كل خطأ له خصم محدد، أما أن يُبعد عن المباراة ورواتبه كاملة فخطأ كبير.