كبار السن يمجدون الماضي بكل ما يملكون من وسائل الأقناع ،
ليس لأن ما كان يحدث في أزمنة وأمكنة الماضي هو وآقع مثالي فحسب ،
إنما لأن ما يحدث في وآقعنا الحاضر – قد – لا يليق بمكانة إنسان هذه الأرض بما عُرف عنه من الصفات والمميزات الحسنة
المغلفة بروح الحكمة ومنطق الأدب ،
فيما مضى – واقع عشناه-
تُعد المجالس هي الملتقى الأخوي الحميم الذي يجتمع فيه اطياف المجتمع
كبارا وصغارا … للاستماع
وتلقي الاخبار … ومناقشة
ما يهم مجتمع القبيلة او القرية أو حتى الأسرة ..
من يبدأ بالنقاش هم في العادة كبار السن ومن بعدهم حسب مكانة المتحدث ومن هو معروف عنه حسن المنطق وعمق المعنى وصفاء السريرة ..
وقليل ما يُنفض المجلس دون الخروج بفوائده عديدة سواء إن كان المجتمعون لهدف معين او لحضور مناسبة …
قد يكون المتحدث يسرد قصص وقصائد تُطرب النفوس ، ومسامرات ( ونكات ) تزيد من هيبة المجلس وترفع مكانته بين الحاضرين …
الذي يهم هو النفوس الطيبة الزكية تبقى كما هي وفق احترام الجميع بعضهم لبعض و التحدث
وفق أُطر وقواعد تشبّع بها ذلك المجتمع وتُعد من المسلمات التي يؤمن بها الجميع …. بل أن هناك خطوط حمر لا يمكن تجاوزها من قبل الجميع ……
نُعرّج على وآقعنا اليوم وبالذات مجالس المناسبات الخاصة او إجتماع لمناقشة أمر يهم الجميع ،
نجد :
أن كبير السن ليس له رآي
بل أن من يملك الرآي … ليس له رآي …!
يتحدث من لا يجيد ابجديات النقاش وبصوت
مرتفع ….!
كل يناقش من زاوية مصلحتة الشخصية …
وقد تجد من يلتزم الصمت
لأن صدى صوته تحشرج بين شفيه …
وقد تجد من يفرض على الحاضرين مواعظ قد تستمر لساعات تُنفّر الجميع وبأسلوب ممل ومكرر وبمعلومات يعرفها طالب الابتدائية …
قد تجد مجلس الرجال يضج بالأحاديث الثنائية
فنجد كل شخصين مناقشات خاصة وكأنهما
لا يجدا المكآن المناسب إلا
هنا ،
بل البعض يتصدر المجلس
فارضا ذاته على من هو اكبر وأقدر منه ..!
أدب الجلوس وسط الرجال
عند البعض متاح له وكأنه في ( غرفة نومه ) ….!
البعض يحمل بين يديه ( جواله ) يفتش فيه …
يرسل … يُستقبل ….
يكلم ….
وطوال جلسته لم تفارق عينيه شاشة ذلك الجهاز ..!
او قد يفرض ( مُتشيعر ) نفسه على الحاضرين بعبارات متفككه ومعاني سطحية ، بل بعيدة كل البعد عن بحور الشعر ،
إنما الهدف ( الشحذة )
بطريقة غبية ….!
أستطيع أن آصف ( بعض مجالس الرجال ) بساحات حراج يكثر فيها الهرج واللغو وتعلو وتنخفض الأصوات من زاوية الى اخرى …
أنا شخصيا وبحكم الجوار حضرت مناسبات
لبعض القبائل فوجدت كيف احترام المجلس ومن فيه هو السائد ..
الحديث الثنائي لا يتجاوز
السؤال عن الصحة او رد السلام ،
ثم يتحدث شخص يملك المعلومة والقصة والقصيدة وبذلك عمت الفائدة ،
صدقوني حتى ( الجوال ) اذا دق يتم قفله في الجيب
وكأن صاحبه في فرض من الفروض …
فهل لنا يا أخوتي الغالين
أن نرتقي بانفسنا في مجالسنا …!
1 ping