ابها/صحيفة حوراء
استعاد عضوين سابقين في مجلس الشورى جملة من المواقف التي حفظتها الذاكرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، تؤكد حرصه ومتابعته لكل عمل ثقافي في المملكة وتواصله الدائم مع المواطنين منذ كان أميراً لمنطقة الرياض.
وأجمع اللواء متقاعد عبدالله السعدون والدكتور عبدالرحمن هيجان أن خادم الحرمين ينفرد بخصلتين فريدتين لقائد كبير وهما القراءة والوفاء، ومواصلة لحرص قيادة البلاد على الإنسان السعودي في كل مجال ومكان، اثببتها الأزمات المتتالية وآخرها جائحة كورونا .
جاء ذلك في أمسية نظمتها جمعية الثقافة والفنون بأبها بعنوان ” حديث في تفاصيل التجربة ” وأدارها أحمد آل مطيع حيث تناولت حياة الضيفين و تجاربهم بهم في العمل الحكومي و الأهلي.
وأشار اللواء السعدون إلى أن خبرته على مدار ٣٥ عاما في القوات الجوية بدأت من قرية لتعلم الطيران قبل أن يعرف قيادة السيارة، منطلقا من هدف سامي وإمكانيات أسهمت في تنقله من منطقة لأخرى في المملكة وخارجها لتكون القوات الجوية السعودية مثالا يحتذى به، مشيراً إلى أن عمله على مدار ١٢ عاما في مجلس الشورى كان معملا دقيقا لمناقشة الأنظمة و اللوائح للدولة، ليوثق الأنظمة ويجعل المواد النظامية فيصلا لكل إجراء او قرار، فيقوم المجلس بجهد عملي من خلال ١٤ لجنة، ومع دخول المرأة للعمل البرلماني عملت على تبني ودعم القرارات الخاصة بهن، بشكل مميز ومحترف في جو حواري.
وذكر السعدون أنه بدأ العمل الكتابي من خلال إصدارات خاصة للقوات الجوية، حتى أصدر كتابه الأول بعد تقاعده حاملا عنوان ” عشت سعيدا من الدراجة إلى الطائرة” ، ثم أصدر كتابة الثاني ” العضة” مستهدفا الشباب، وكانت صحيفة الرياض بوابة لكتابة الرأي في زاوية أسبوعية بعد دعوة من الأديب والشاعر سعد الحميدين.
و بين الدكتور هيجان أن حياته كانت محطات وتنقلات من الشقيق وجازان حتى أبها التي عاش بين حاراتها وازقتها وحكاياتها، نظرا لتنقل والده في عمله القضائي، وتزوج في الخامسة عشر من عمره ليكون مسؤولا منذ بداية حياته، حتى انتقاله للعمل في معهد الإدارة العامة، مستعرضا تجربته في مجلس الشورى التي كان تحت قبته تلاقي الأفكار وتبادل الخبرات في جو برلماني تطويري يرتفع فيه اختلاف الآراء لكن تبقى المودة متبادلة، ورفع مستوى المسؤولية في كل كلمة ورأي، و أسهمت مطابخ الرأي واللجان مع الجهات الأخرى لخدمة عامة وطنية، تسهم في نشر الثقافة البرلمانية وتعريف العالم بها من خلال الزيارات المتبادلة مع جميع البرلمانات.
وأكد هيجان أن الكتابة منحة ربانية استثمرها في مغامرات كتابية بعيدا عن الكمالية، لتكون مكتبة معهد الإدارة العامة مصدرا معرفيا أثر في إنتاجه متسلحلا بكالوريس علم نفس و ثلاث شهادات ماجستير في علم النفس والإدارة والقانون و الدكتوارة في الإدارة، مستعينا بآراء زملاءه في كل مايكتب، حتى أصبح أول من يحصل على الأستاذية في المعهد، ويعمل على التزام يومي بكتابة صفحة واحدة فيترجم و يكتب ويألف، مؤكدا أن كل القوى العسكرية و الاقتصادية تزول وتذهب لكن يبقى للثقافة والفنون حضورها وتأثيرها.
وأوضح مدير الجمعية أحمد السروي أن حديث الضيفين وهما قامتين وطنيتين لهما بصمات عملية و أدبية وتجارب في مجالات متنوعة، وثق عمل برلماني ووطني متواصل لم ينقطع على مدى سنوات.