تعود الخطوات الأولى لإنشاء الاتحاد الأوروبي إلى أوائل الخمسينيات، بعد نحو 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسط رغبة فرنسا وألمانيا بالحفاظ على السلام بينهما.
الاتفاقية الأولى التي مهدت الطريق أمام الاتحاد الأوروبي، تمثلت بمعاهدة باريس عام 1951 حيث تم تأسيس جمعية الفحم والفولاذ الأوروبية بين 6 دول هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا وهولندا ولوكسمبورغ.
تطورت العلاقة بين الدول عام 1957، مع إنشاء الجماعة الاقتصادية الأوروبية – القاعدة الرئيسية للاتحاد الذي نعرفه اليوم.
وتوسعت القاعدة بعد انضمام المملكة المتحدة وإيرلندا والدنمارك عام 1973 ، لتنضم في ما بعد اليونان عام 1981، تلتها البرتغال واسبانيا في عام 1986.
معاهدة ماسترخت
تأسس الاتحاد الأوروبي بموجب معاهدة ماسترخت عام 1992، ويضم حاليا 28 دولة، بعدد سكان يتجاوز 500 مليون نسمة. وهناك سبع مؤسسات تحت مظلة الاتحاد الأوروبي هي: المجلس الأوروبي الجهة التوجيهية لكن لا يحمل مهاما تشريعية، مجلس الاتحاد الأوروبي وهو السلطة التشريعية مع البرلمان الأوروبي، أما المفوضية الاوروبية فتشكل الهيئة التنفيذية.
إضافة إلى ذلك، يندرج تحت مظلة الاتحاد الأوروبي البنك المركزي الأوروبي ومحكمة الاتحاد الأوروبية والمحكمة الأوروبية لمراجعي الحسابات.
شروط الانضمام
ومن أبرز شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، شروط كوبن هاغن التي وضعت عام 1993 ، وشملت شروطا سياسية بحيث على الدولة أن تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية واحترام القانون، إلى جانب شروط اقتصادية أبرزها وجود نظام اقتصادي فعال قادر على التعامل مع المنافسة الموجودة ضمن الاتحاد.
كما شروط تشريعية بحيث على الدولة المترشحة للعضوية أن تقوم بتعديل قوانينها بما يتناسب مع التشريعات الأوروبية.
فوائد الانضمام
أمّا أهم فوائد الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، فتشمل فتح الباب أما سوق تجارية موحدة تتبع التشريعات ذاتها ما يسهل القيام بالأعمال، كما انها معفاة من الجمارك ومن ازدواجية الضرائب.
إضافة الى ذلك، يتيح الانضمام فرص عمل أكثر أمام سكان هذه الدول إذ يسمح لهم بالتنقل والعمل بحرية في أي من الدول الأعضاء من دون جوازات سفر أو الحاجة لتغيير رخص القيادة. هذا إضافة الى نظام قضائي يسمح بمحاكمة أي مجرم وعودته الى بلاده من دون الحاجة لأي أوراق إضافية.
لكن ما هي مساهمة كل دولة في موازنة الاتحاد الأوروبي؟
المساهمة في موازنة الاتحاد الأوروبي تختلف من دولة لأخرى، غير أن ألمانيا تساهم بالنسبة الأكبر التي تقارب 22%، تليها فرنسا بأكثر من 15%، فبريطانيا بنسبة تتجاوز 12.5%.
وقد بلغت حصة بريطانيا العام الماضي 8 مليارات و500 مليون جنيه إسترليني، تأتي بعدها إيطاليا بنحو 11.5%، فإسبانيا وهولندا.
مقابل ذلك، كيف يستخدم الاتحاد الأوروبي هذه الأموال؟
يتم الإنفاق على قطاعات مختلفة علماً أن هذه الأموال المخصصة للإنفاق حتى عام 2020، من بينها إنفاق 325 مليار يورو لدعم المناطق الفقيرة و278 مليار يورو لدعم الزراعة، إضافة الى اكثر من 125 مليار يورو على التدريب والأبحاث لدعم النمو الاقتصادي. في وقت يخصص 95 مليار يورو على تطوير قطاع صيد الأسماك والمناطق المتعلقة به.