إنّ قرار مجلس الوزراء القاضي بصرف (٥٠٠،٠٠٠) ألف ريال لذوي المتوفين من العاملين في المجال الصحيّ بسبب جائحة كورونا ؛ اجتمعَ فيه -بفضل الله- هنا في مملكة الإنسانية ، المملكة العربية السعودية العطاء العربيّ السخيّ ، مع الخلق الإسلاميّ الإنسانيّ الجميل ، حيث ساوت في عطائها هذا ؛ السعوديّ وغير السعودي ، ولا يكادُ يوجد نظيرٌ في العالم لمثل هذا المسار الأخلاقيّ الإنسانيّ الجليل ، الذي يُرسّخ قيمة الإنسان ؛ دون النظر إلى الفوارق الأخرى ، وهي رسالةٌ إلى العالم المتباعد في مسافاته وسياساته ومصالحه وتوجُّهاته وتكتُّلاته ؛ أنْ انظروا إلى المكوّن الأساسيّ الحقيقيّ في هذا الكيانات الماديّة والطبيعيّة والجغرافيّة المتناحر عليها ، إنّه الإنسان فقط ؛ وليس ثمّت ما يعي مكانته ويحفظُ قيمته ، ويرسّخُ مفاهيم الحياة الهانئة غير الدين الإسلاميّ الحنيف ؛ بأخلاقه وتعاليمه وآدابه ، والذي تأتي انعكاساتهُ ظاهرة للعيان ، منذ تأسيس المملكة العربية السعوديّة ، حتى هذا العهد الرشيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وما هذا القرار القاضي بمنح (٥٠٠،٠٠٠)لذوي المتوفين من منسوبي الصحّة – المواطن والمقيم- إلاّ امتدادٌ للعطاءات المتجذّرة والمتجدّدة لمستحقيها من الأسرة المالكة الكريمة إلى أبناء الوطن والمقيمين على ثراه ، ممّن يبذلون أرواحهم حفاظاً على أمنه الصحيّ ، وطمعاً في سلامته وعافيته الدائمة ممّا يعكِّرها ، من الأمراض والجوائح والأوبئة الفتّاكة ، نسأل الله أن يحفظ وطننا السعوديّ من كلّ سوء ، ويجعله ملاذاً آمناً دائماً لأهله والمقيمين فيه ، ونسأله سبحانه أن يجزي قيادتنا الرشيدة خير الجزاء ، ويبارك جهودها ، ويشكرَ عطاءها وفضلها .